PREGNANCY BIRTH

مقال في التربية

كيفية التعامل مع أخطاء الأطفال : 
كما ذكرنا في مقال سابق أن تربية الأبناء هي عبارة عن فن وعلم ووعي علينا أن ندركه ، لأن مقدار تأثير ما نفعله مع الأطفال يُغرس بعمق فيهم وبالتالي يشكل مدى جودة حياتهم في المستقبل ، إذا هي مهمة عظيمة علينا البحث في طرقها وتطبيقه مع أبنائنا حتى ننعم بجنة حقيقية في أسرنا فنعيش جميعا في جنة على الأرض وفردوس في الآخرة ، 
اللهم أمين . 
ومن أقوى الأشياء في التعامل مع الأبناء هو كيفية التعامل معهم عند أخطائهم ، لأنه من الطبيعي خطأهم ، ولكن الطرق تختلف في التعامل مع هذه الأخطاء ، وسنذكر هنا بعض الأشياء التي تكون سلبية وتدمرهم تماما ونحن لا ندري ، ثم سنذكر بعض الأساليب الفعالة في كيفية التعامل مع أخطائهم . 
- هناك بعض الطرق الخاطئة في التعامل مع أخطاء الأطفال ، منها : 
1- الضرب ، وكما ذكرنا في مقال سابق هذا ليس حلا أبدا ، بل هو سهل بالنسبة لكثير من الأباء حتى يريحوا أنفسهم ولكنهم في الحقيقية يدمروا أبنائهم وهم لا يدرون ، وسنذكر في مقال قادم بالتفصيل بإذن الله الأخطار والكوارث التي يتسبب فيه الضرب وحده .
2- السب والشتيمة وذكر أوصاف سلبية ملحقة بإسم الابن أو البنت مثل : انت فاشل ، أنت غبي ، أنت مهمل ، أنت كذا وكذا ، وغير ذلك من إلحاق الصفة السلبية بالإبن أو البنت ، ومن أضرار ذلك أن الطفل منذ صغره تُقتل ثقته بنفسه وتكون صورته الذهنية سلبية مما يمنعه في الكبر من التأثير والفاعلية ويصبح انهزاميا . 
3- ذكر أنه يجب أن لا يخطيء وإشعاره بحجم أكبر مما فعله كأنه ارتكب جريمة ، وهذا يُحدث خللا عميقا في نفسه وذهنه لأنه بذلك يتدرب على عدم إعطاء الأمور حجمها الطبيعي ، فتجده في كبره إما أنه يُبالغ في كل ما يفعله أو أنه يهون من كل شيء ، فهذا من الأضرار ، ومن الأضرار أيضا الناتجة عن هذا السلوك أنه يظل يجلد ذاته ويعنفها وهذا خطأ نفسي فليس عليه جلد ذاته بقدر ما عليه التعلم من أخطائه ، كذلك من الأضرار الناتجة عن هذا السلوك أن يظل خائفا من الفشل وخائفا من الإقدام على فكرة جديدة لأنه يخاف من الفشل والخطأ وقد تدرب منذ صغره على أنه يجب أن لا يخطيء والطبيعة البشرية حتما سيخطيء فيها الانسان لكي يتعلم ولكن قمة الفشل هو الخوف من التجربة والفشل . 
4- التعميم ، وهذا من السلوكيات السلبية جدا في التعامل مع أخطاء الأطفال ، فمثلا يذكر الأب أو الأم أمام ابنهم أو ابنتهم عند الخطأ أن إبنهم هذا فاشلا طوال حياته ومهملا باستمرار وغبيا إلى الأبد ولا يوجد من هو أغبى منه أو منها ، وهذا كارثي أيضا في التعامل مع الأطفال ، فهذا يحفر في دماغ الطفل أنه سريع التذكر للحظات فشله في ماضيه ومتألما في أغلب حاضره ومتوقعا الأسوء في مستقبله ، كل هذا يحدث دون وعي منه ومنا ، ومن أسبابه أن الأباء كانوا يعممون الحكم على أبنائهم بالصفات السلبية .
5- الظلم له ومنعه شيئا كبيرا كان يحتاجه أو يحبه وليس الأمر يحتمل كل هذا ، وهذا يربي عنده إما بوادر أفكار انتقامية أو استعداده لظلم غيره أو تقبله لحدوث الظلم له ولغيره ، فنجد مثلا أن في بعض المجتمعات يكثر من البشر من يبحثون عن الظلم ولا يستطيعون العيش إلا فيه ويبررون الظلم الواقع أمامهم لغيرهم فمن أسباب تكون ذلك عندهم هو رؤيتهم للظلم كثيرا في صغرهم حتى ألفوه ، وهذا مدمر ليس فقط للفرد وإنما للشعوب بصفة عامة . 
6- ذكر محاسن أحد إخوانه أو أقرانه أمامه بينما يكون الذم في الطفل في الوقت ذاته ، وهذا يُولِّد عنده كراهية وغلا ونفورا من هذا الآخر ، فنجد أن في بعض البيوت هناك إخوة يكرهون بعضهم تماما بسبب سلوك غير واعي من الأباء مثل هذا دون أن يدروا خطورة ما يفعلوه . 
7- إشعاره أن ما أفسده كان أهم منه ، أحيانا يبالغ الأباء في معاقبة أبنائهم حتى يٌشعروهم أن الشيء الذي أتلف كان أكثر أهمية عندهم من الطفل ذاته ، وهذا يكسر احتياج الأمان لدى الطفل ، بالإضافة إلى أنه يُولد عنده حب المادة والأشياء على البشر ويُفضلها عليهم ، فمن أسباب تكون ذلك عنده هو فعل والديه معه في صغره دون أن يدروا عاقبة ما فعلوه .
هذا وغيره من الأخطاء الخطيرة في التعامل مع أخطاء الأطفال . 
إذا ما هو الحل وكيف يكون التعامل السليم مع أخطاء الأطفال - سنذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض الأساليب الفّعالة - : 
1- تقبل خطأ الطفل تماما وإظهار ذلك له في تصرفنا المتزن ، وهناك فرق بين اللامبالاه والتقبل ، فاللامبالاه معناها عدم الاهتمام أم التقبل معناه الإتزان في الإنفعال العاطفي ، وذكر كلمة قدر الله وما شاء فعل بعدم انفعال أو تجهم في الوجه . 
2- ذكر للطفل أن فعله كان خطأ وتبرير لماذا هو خطأ بصورة طفولية وذكر الأضرار التي كانت من الممكن أن تقع له ، ولكن يجب تجنب التهويل ( مثل لا يصح أبدا ذكر الحديث عن أمنا الغوله مثلا أو غيرها ) ويجب تجنب التهوين من الأمر أيضا بل ذكره أضراره الحقيقية المتوقعة دونما تهويل أو تهوين ، وهذا يُجيب تلقائيا على سؤال الطفل المتكرر : لماذا ؟؟ لماذا ؟؟؟ لماذا ؟؟؟ 
3- ذكر كيف يكون الفعل السليم بالصورة الصحيحة وذكر مثال حي على ذلك . 
4- المحاكاة أمامه للسلوك الجديد الحسن . 
5- تدعيمه بالتوقع الإيجابي فيه وذكر أنك تثق في حسن تصرفه في المرة القادمة . 
هذا وغيره من السلوكيات الإيجابية في التعامل مع أخطاء الأطفال ، وهذا والله يُولد لديهم احتراما عاليا واتزان نفسي وعقلي وسلوكي لديهم مع مرور الوقت ، ويصبحوا قادة حقيقيين . 
أرجو من الله أن يجعلنا جميعا من السعداء في جنة الأسرة بتطبيق ما نتعمله ونشر العلم وتوزيع السعادة على جميع من حولنا ، وأرجو من الله أن يجعلنا جميعا من السعداء في جنة أرضه وفردوس آخرته ، اللهم أمين . 
وفي النهاية : لا تأتي إلى هذا العالم وترحل عنه إلا وقد أصبح هذا العالم أجمل وأسعد بسببك ، ولا تجلس مع نفسك وترحل عنها إلا وقد أصبحت أنت نفسك أسعد بسببك ، ولا تجلس مع إنسان وترحل عنه إلا وقد أصبح أسعد بسببك ، ضع بصمتك في الحياة ، ارسم ابتسامتك ، وانشر سعادتك بين العالمين .
أحبائي ما أجمل الحياة بكم ... لا تقبح الحياة وفيها أنتم .
انضمــــــوا الينــــــــــا  ..

0 التعليقات لــ "مقال في التربية "