PREGNANCY BIRTH

مقال في فن التعامل مع الاخرين

الخريطة ليست هي المنطقة : 
أوضحنا في مقال سابق أن تعاملات البشر تنقسم إلى 6 أنواع :
1- المكسب / خسارة .
2- الخسارة / المكسب . 
3- الخسارة / الخسارة .
4- المكسب .
5- المكسب / المكسب أو لا اتفاق .
6- المكسب / المكسب . 
وأوضحنا الفرق بينهم جميعا ، وذكرنا أن أفضلهم هو طريقة التعامل المرتكزة على مبدأ المكسب / المكسب في كل علاقنا : الأسرية والاجتماعية والمهنية وغيرها . 
في هذا المقال سنوضح مبدأ مهما جدا في الحياة بصفة عامة وفي العلاقات والتعامل مع الآخرين بصفة خاصة ، ألا وهو مبدأ : 
‫#‏الخريطة_ليست_هي_المنطقة‬ .
ما معنى هذا المبدأ ؟ وما علاقاته بالتعامل مع الآخرين ؟ وكيف نستثمر هذا المبدأ ؟ وإلى أي مدى تظهر فاعليته في حياتنا ؟ 
نبدأ بتعريف هذا المبدأ :
الخريطة ليست هي المنطقة : بمعنى إذا أتينا الآن بخريطة لمنطقة معينة في العالم (دولة معينة أو قارة أو حتى العالم ) فإننا نعلم يقينا أن الخريطة ليست هي حقيقة المكان وإنما هي رمز تعبيري وتوصيفي وإلا لاحتجنا لمساحة آلاف الكيلو مترات لكل خريطة ، وبالتأكيد ليس الأمر كذلك ، إذا فالخريطة ليست هي المنطقة وإنما مجرد رمز لها ، كذلك في الحياة : الأشياء التي تحدث لنا من أجل أن نتفاعل معها فإنه لابد من شيئين أولهما هو حدوث الشيء في الخارج وثانيهما إدراكنا لهذا الحدث ، أليس كذلك ؟!! بالتأكيد ، وهنا فإن إدراكنا للأشياء لا يعبر عن حقيقة الأشياء وإنما فقط يعبر عن إدراكنا مثل الخريطة تماما .
وهنا :
إدراكنا في الحياة لا يدل على الحياة وإنما يدل فقط على إدراكنا نحن لها .
إدراكنا وحكمنا على شخص معين لا يعبر عنه وإنما يعبر عن إدراكنا نحن .
رأينا في شخص لا يعبر عنه وإنما يعبر عن إدراكنا ورأينا نحن . 
بمعنى : الخريطة ليست هي المنطقة . 
وهنا يظهر سؤال : كم مرة تسرعنا في الحكم على شخص معين وادعينا أنه كذا ( اتهام معين أو غير ذلك ) وبالتالى أثر ذلك في شعورنا تجاهه وتصرفنا معه ، ثم بعد فترة جلس معنا ووضح لنا أنه لم يقصد ما وصل لنا وإنما كان يقصد شيئا آخر ربما شيئا يسعدنا ولكن من وجهه نظره ثم بعد ذلك عرفنا أننا كنا مخطئين وتسرعنا في الحكم عليه ؟؟؟؟ 
سنجد أن الإجابة في الغالب : كثيرا يحدث ذلك .
ومن سيجيب بـ لا : نسأله سؤالا آخر : كم مرة حكم عليك شخص آخر برأي معين أو اعطاك اتهام معين وانت تعلم أنك لم تقصد ما وصل إليه أبدا وإنما شيئا آخر تماما ورأيه كان بعيدا عن الصحة ؟؟؟ 
الجواب حتما سيكون : كثيرا ما حدث ذلك . 
وهنا نعي أن الخريطة ليست هي المنطقة وإدراكنا للأشياء لا يعبر عن حقيقتها وإنما فقط يعبر عن إدراكنا نحن ، ورأينا حتما يحتمل الصواب والخطأ فعلينا أن نتعارف ولا نتنافر.
ونحن جميعا كبشر نختلف يقينا في عدة أمور :
1- طريقة التربية . 
2- ما تعرضنا له من تعليم . 
3- ما وصل إلينا من الإعلام .
4- ما تأثرنا به وأثرنا به في أصدقائنا .
5- خبراتنا وخلفياتنا .
6- قراءاتنا .
7- خلفيتنا الثقافية .
8- ما يعتبر بالنسبة لنا سعادة وما يعتبر بالنسبة لنا آلما . 
9- طريقة تعبيرنا عن الأمور وعن المشاعر . 
10- عاداتنا وسلوكياتنا . 
وغير ذلك من الأشياء التي نختلف فيها جميعا ، ولذا يكون من الطبيعي تماما أن نجد هذا الاختلاف في كل أنواع علاقاتنا ، والحل دائما يكمن في تقبلنا لبعضنا وعدم التسرع في الحكم على غيرنا ، وتذكر أن : الخريطة ليست هي المنطقة . 
لذلك يقول الله تعالى : " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا " وفي الآية توجيهات عظيمة منها : أنه من أجل أن يُولد شخص جديد كان لابد من تلاقى اختلافين ( الذكر والأنثى ) وهذا الاختلاف منه أتى المولود الجديد ، كذلك يؤكد الله أن من سننه في الكون أننا مختلفون شعوبا وقبائل وأمما وثقافات كثيرة ، ولكن هذا ليست لنتقاتل ولا لنتاحر وإنما لنتعارف ويحاول كل منا جاهدا فهم الطرف الآخر في أي علاقة سواء كانت أسرية أو اجتماعية أو غير ذلك . 
ومن هنا فإن الدرس العملي والخطوات التطبيقية وراء هذا المقال كالأتي :
1- لنعلم جميعا أننا مختلفون وهذا طبيعي ومن هذا الاختلاف تُولد الرحمة والمودة والإبداع .
2- لنسعى أن نفهم الطرف الآخر في أي علاقة قبل التسرع في الحكم عليه فهو حتما لا يقصد ما وصل إلينا .
3- لنكن متفتحين ذهينا قادرين على اختبار أفكارنا ورأينا عن غيرنا من وقت إلى آخر . 
4- الحل دائما يكمن في التعرف على حقيقة من أمامنا وليس فقط تبرير ما نراه منه . 
5- اجعل دائما هناك مساحة للحوار والتفاهم ، وكن أنت القائد بأخلاقك وحسن تفهمك وسعة صدرك وتفتح ذهنك وتقبلك للإختلاف .
ولنذكر دائما أن #الخريطة_ليست_هي_المنطقة 
جعلنا الله جميعا من السعداء في علاقاتنا وسببا في نشر السلام والأمان والسعادة في هذا العالم ، وأرجو من الله أن يجعلنا جميعا من السعداء في جنة الأرض وفردوس الآخرة ، اللهم أمين . 
وانتظروا مقالا جديدا في فن التعامل مع الآخرين يوم الاثنين القادم بإذن الله .
وفي النهاية : لا تأتي إلى هذا العالم وترحل عنه إلا وقد أصبح هذا العالم أجمل وأسعد بسببك ، ولا تجلس مع نفسك وترحل عنها إلا وقد أصبحت أنت نفسك أسعد بسببك ، ولا تجلس مع إنسان وترحل عنه إلا وقد أصبح أسعد بسببك ، ضع بصمتك في الحياة ، ارسم ابتسامتك ، وانشر سعادتك بين العالمين .
أحبائي ما أجمل الحياة بكم ... لا تقبح الحياة وفيها أنتم . انضمــــــوا الينــــــــــــا  ..

0 التعليقات لــ "مقال في فن التعامل مع الاخرين"