PREGNANCY BIRTH

مقال في الطريق الي الرحمن

حسن الظن بالله : 
في طريقنا في الحياة نمر بمحطات وأوقات ولحظات نفقد فيها اليقين والأمل ، ونبحث عما نتمسك به ، وهنا ينقسم البشر إلى أنواع : شخص لا يؤمن حقا بالله فتجده يزداد مع الحزن حزنا ومع الألم ألما ويضيق صدره وتنغلق نفسه حتى يعيش على المسكنات الحياتية ، فيكون أشبه بشخص ميت تائه يضيع ولا يعلم وليس لديه اليقين ، أما النوع الآخر من البشر فهم المؤمنون حقا الذين يتبعون أوامر الله ويعرفون قوانينه ويحسنون التعرف عليه فيزيدهم الألم أملا في المستقبل وتجدهم يحسنون الظن بالله حقا وعندها يصبحوا ممن يذوقون السلام النفسي والجنة الداخلية التي تساعدهم على العيش في جنة خارجية ويصبحوا طاقة أمل وينشرون البسمة والسعادة فيعيشون في جنة على الأرض وفردوس في الآخرة ، اللهم اجعلنا منهم . 
ولكي نكون ممن يحسنون الظن بالله علينا أن نتعرف على بعض قوانين الله في الحياة : 
- يقول الله تعالى : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " وقال بن عباس في تفسير هذه الآية : معناها ليعرفوني ، أي أن الله ما خلقنا إلى لكي نتعرف عليه ، ومن أساليب التعرف على الله التعرف على قوانينه في الخلق ، فمن قوانينه سبحانه وتعالى :
1- الله تبارك وتعالى يريد بنا اليسر والسعادة ومن أجل ذلك وضع لنا دستورا يساعدنا على هذا ، يقول الله تعالى : " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " ، ويقول الله تعالى : " ولو أن أهل القرى ءامنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض " فهذه إرادة الله بنا ، ولكننا أحيانا لا نتبع دستوره فنضيع في الحياة . 
2- من قوانين الله في الحياة : يقول الله تعالى في الحديث القدسي : " أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء " ، ويقول الله في القرآن الكريم : " الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء " ، فمن قوانين الله أنه سبحانه عند ظنه بك ، فالذي تظنه بربك هو الذي ستجده في حياتك يزداد ويكثر . 
3- من قوانين الله في الحياة أن بداخل كل عسر يوجد يسر وأمل من الله ، يقول الله تعالى : " فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا " . 
4- من قوانين الله في الحياة ، يقول الله تعالى : " إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا " . 
فهذا من قوانين الله سبحانه ، وكله يقع تحت حسن الظن بالله ، ويوصلنا إلى التعرف على الله ، ولكن هناك علامات لحسن الظن بالله ، وعلامات لسوء الظن بالله ، فليس الأمر بالقول باللسان ، وإنما الأمر يتعلق بما ينطق به الوجدان ويعيش في فكرك وسلوكك ومشاعرك حقا ، ودعونا نتعرف على بعض علامات سوء الظن بالله : 
1- اللوم والإعتقاد أن الظروف هي التي تحكمنا ، فهناك قاعدة من يكثر لومه يقل تعلقه بالله .
2- التوقف عن العمل ، أو الاعتقاد أننا فعلنا كل ما بوسعنا ونحن لم نفعل إلا القليل . وهذا من سوء الظن بالله ، ففي الحديث - فيما معناه - أن النبي - صل الله عليه وسلم - ذكر أن هناك بشر يتعمدون الاستمرار في الذنب والخطأ ويقولون إننا نحسن الظن بالله ، فيقول النبي صل الله عليه وسلم : " كذبوا لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل " .
3- عدم الأخذ بالأسباب ، فمن قوانين الله أن توفيقه يكون لمن يسعى ويحسن العمل . 
4- من علامات سوء الظن بالله ، التفكير في المشاكل دائما دون التفكير في الحل ، والتوجيه دائما ناحية الأسوء وهذا من سوء الظن .
5- من علامات سوء الظن محاولة إثبات أن الأصل هو الشر وأن العسر هو الأساس ، وهناك قاعدة : الذي تحاول أن تثبته هو ما يتسع وينتشر في حياتك . 
6- من علامات سوء الظن بالله الاعتقاد بأن ما يحدث من حزن أو ألم عابر لنا أنه سيستمر إلى الأبد ، فهذا من سوء الظن بالله ، وعندما جاء رجل من الصحابة وكان قد عُذب من الكفار عذابا شديدا ، فيأتي إلى النبي صل الله عليه وسلم ، فيقول له المصطفى : " والله سيتم الله هذا الأمر " فهذا من تمام اليقين وحسن الظن بالله . 
هذا بعض علامات سوء الظن .
أما من علامات حسن الظن بالله : 
1- العلم يقينا أن في كل مشكلة هناك حل علينا السعي بصدق . 
2- من علامات حسن الظن بالله الإحسان والإتقان في العمل ، يقول الله تعالى : " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة " أي أنهم ما داموا في إحسان فالله تعالى سينعم عليهم بالمزيد من الإحسان ولا يشعرون بالذلة ولا المهانة . 
3- من علامات حسن الظن بالله تحديد ما الذي تريده وتسعى إليه حقا ، فلننظر إلى النبي صل الله عليه وسلم عندما كان مُحاصرا في غزوة الأحزاب قد بلغ بالمسلمين أشد أنواع الخوف " حتى بلغت القلوب الحناجر كما يقول الله ومع ذلك فالنبي صل الله عليه وسلم تجده محددا تماما للهدف ويقول وهو في أصعب اللحظات في هذه الغزوة الله أكبر فُتحت فارس وفتحت الروم ، يضرب لنا صل الله عليه وسلم أعظم مثال في حسن الظن بالله . 
4- من علامات حسن الظن بالله تذكر لطف الله بنا في ما مضى من حياتنا . 
5- من علامات حسن الظن بالله ، كثرة الدعاء واليقين مهما بلغ من صعوبة ما تطمح إليه فإن الله قادرا على أن ييسره لك لو سعيت حقا ودعوت الله بيقين تام .
هذا بعضا من علامات حسن الظن بالله ، التي لو طبقناها سنعيش جنة على الأرض وفردوسا في الآخرة بإذن الله . 
اللهم اجعلنا ممن يحسنون الظن بك ويحسنون التوكل عليك ، وألهمنا يا ربنا اليقين والأمل وحسن اللجوء إليك ، وحسن السير إلى طريقك ، اللهم أمين . 
وفي النهاية : لا تأتي إلى هذا العالم وترحل عنه إلا وقد أصبح هذا العالم أجمل وأسعد بسببك ، ولا تجلس مع نفسك وترحل عنها إلا وقد أصبحت أنت نفسك أسعد بسببك ، ولا تجلس مع إنسان وترحل عنه إلا وقد أصبح أسعد بسببك ، ضع بصمتك في الحياة ، ارسم ابتسامتك ، وانشر سعادتك بين العالمين .
أحبائي ما أجمل الحياة بكم ... لا تقبح الحياة وفيها أنتم .
انضمــــــــوا الينـــــــــا ..

0 التعليقات لــ "مقال في الطريق الي الرحمن "