PREGNANCY BIRTH

مقال في السعادة الزوجية

جنة السعادة الزوجية : 
كما ذكرنا قبل ذلك أن من أسرار النعيم في الحياة السعادة الزوجية ، ومن أجل الحصول على السعادة الزوجية علينا أن نرسخ لمبدأ أن سر السعادة الزوجية يكمن في معرفة احتياجات الطرف الآخر وحسن تلبيتها والتفنن في إسعاد الطرف الآخر بما يسعده حقا وليس بما نظن أنه قد يسعده .
وتحدثنا قبل الآن عن الاحتياجات النفسية للمرآة ، والإحتياجات النفسية للرجل ، وذكرنا أن هناك أشياء قد يفعلها الرجل وهو لا يدري ولكن بذلك يكون مهددا لاحتياجات شريكة حياته فتحدث الكثير من المشاكل التي كانت من الممكن أن تتلاشى لو فهم الرجل هذه الاحتياجات وتفنن في حسن تلبيتها ، كما ذكرنا بعض الأمثلة في حسن تلبية احتياجات شريكة حياته حتى ينعموا معا بجنة زوجية حقيقية .
وفي هذا المقال سنتحدث عن أشياء قد تفعلها الزوجة وهي لا تدري وتكون بذلك تهدد احتياجات شريك حياتها ، كما أننا سنتحدث عن بعض الأمثلة في حسن تلبية هذه الاحتياجات لدى شريك حياتها .
سأعيد سريعا الاحتياجات النفسية لدى كل رجل : 
1- الثقة .
2- التقبل .
3- التقدير .
4- الإعجاب .
5- الاستحسان .
6- التشجيع . 
هذه هي الاحتياجات النفسية لدى الرجل ، ولكن أحيانا تفعل الزوجة بعض الأشياء دون قصد منها ولكن هذه الأشياء قد تُفقد الرجل احتياجا من احتياجاته ، وكما ذكرنا فإن كل مشكلة زوجية سببها فقدان أحد أطرافها احتياجا من احتياجاته ، وسنعرض بعض الأمثلة التي بها تُفقد احتياجات الرجل دون وعي :
1- التتبع والاستجواب : من الأشياء التي تُحزن الرجل أن يشعر أنه مراقب أو أن زوجته ستستجوبه عندما يرجع ، أما عندما تُشعر المرأة زوجها أنها تثق فيه تماما فبذلك تكسب ليس فقط قلبه وإنما كل كيانه .
2- محاولة تعديل الرجل : الرجل يحب أن يشعر بعدم التقييد ، وإذا شعر أنه مجبرا على التغيير فإنه قد يتغير ولكن للأسوأ ، فالرجل لا يحب من يعدل على تصرفاته وعاداته .
3- أن يشعر بالفتور والاستهانة بما يفعله : وهذا قد يحدث من الزوجة ولكن دون وعي منها ، فالرجل من احتياجاته أنه يريد أن يشعر بالتقدير ، أما إذا أحس بالاستهانة به فإنه دون وعي منه أيضا يلجأ إلى من يقدره وقد يكون هذا عن طريق الاكثار من الحديث مع أصدقائه والملل من الحديث مع زوجته ، وقد وجدت في بعض العلاقات الزوجية أن الزوجة تشتكي من بُعد زوجها عنها وقلة اهتمامه بها وفي المقابل يعظم أصدقائه ويجلس معهم الكثير من الوقت وقد يمضي الوقت أمام مواقع السوشيال ميديا دون إهتمام بالزوجة مما يحزن الزوجة كثيرا ، وبعد الاطلاع على أسباب هذا الأمر وجدت في كثير من مثل هذه الحالات أن الزوجة لا تعطي زوجها التقدير الكافي كما يعطيه غيرها ، والرجل مفتاحه حسن تقديره .
4- قلة التفاعل من الزوجة أو عدم الاهتمام من الزوجة تجاه زوجها عند الحديث : وهذا يُفقد الرجل الكثير من احتياجاته .
5- السخرية منه ومما يطمح إليه : بعض الزوجات تسخر من زوجها وهذا من أهم عوامل الهدم تماما في العلاقات الزوجية .
هذه بعض الأشياء التي قد تفعلها الزوجة دون وعي ولكنها قد تُفقد الرجل احتياجاته النفسية وهي لا تدري .
وسنذكر بعض الأشياء التي بها تصبح الزوجة في قلب زوجها بل وفي كل وجدانه ، 
- أمثلة على سبيل المثال لا الحصر - : 
1- المدح له : من أهم مفاتيح الرجل التي بها تُلبى كل احتياجاته النفسية ويعظم قدر زوجته عنده هو المدح له .
2- ذكر مميزاته والتباهي بها أمامه : الزوجة الذكية إذا أرادت أن تُعدل سلوكا معينا عند زوجها فإنها لا تركز على هذا السلوك لتغيره وإنما تتفنن في أن تنتظر عندما يفعل الرجل السلوك المرغب فيه فتمدحه عليه وتذكر مميزاته ، فالرجل من أهم مفاتيح تمسكه بسلوك معين هو أن يُذكر التباهي به أمامه .
3- الإيمان به وتشجيعه : إن الرجل إذا شعر بالتحفيز والتشجيع والإيمان الذي يطمح إليه فإن هذا قد يجعله قادرا على إزالة الجبال والقدرة على التقدم بشكل قوى في الحياة ، ومفتاح هذا حسن تشجيع زوجته له . 
هذه بعض الأمثلة فقط في مفاتيح السعادة الزوجية التي تمتلكها المرآة لتلبي بها احتياجات زوجها النفسية .
وهنا نؤكد لقاعدة :
- سر السعادة الزوجية يكمن في أن يتفنن كل طرف في إسعاد الطرف الآخر بمعرفة مفاتيحه وحسن الاستعمال لها . 
وأختم بذكر جزءا من قصة الزوجة العظيمة - خديجة رضي الله عنها : عندما أتاها النبي صل الله عليه وسلم بعد أول مرة نزل الوحي عليه ، فأسرع النبي إلى زوجته وأخذ يحدثها وهي تسمع له بإنصات ثم بعدما فرغ قالت له - ولنتأمل كيف كانت تلبي احتياجاته صل الله عليه وسلم من خلال هذا الحوار : " كلا والله لا يخزيك الله أبدا إنك تصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الدر " إلى نهاية القصة . والشاهد براعة السيدة خديجة رضي الله عنها في إسعاد وتلبية وتشجيع زوجها صل الله عليه وسلم . 
اللهم اني أسألك أن تجعلنا جميعا ممن يقتدون بالنبي وزوجاته ، وأسألك إلهي أن تقر أعيننا بجنة السعادة الزوجية وأن تجعلنا جميعا من أهل جنة الأرض وفردوس الآخرة ، اللهم أمين . 
وفي النهاية : لا تأتي إلى هذا العالم وترحل عنه إلا وقد أصبح هذا العالم أجمل وأسعد بسببك ، ولا تجلس مع نفسك وترحل عنها إلا وقد أصبحت أنت نفسك أسعد بسببك ، ولا تجلس مع إنسان وترحل عنه إلا وقد أصبح أسعد بسببك ، ضع بصمتك في الحياة ، ارسم ابتسامتك ، وانشر سعادتك بين العالمين .
أحبائي ما أجمل الحياة بكم ... لا تقبح الحياة وفيها أنتم .


انضمــــــــــوا الينـــــــــــا  .. 
السابق
هذه أخر تدوينة

0 التعليقات لــ "مقال في السعادة الزوجية"